قال لهم والحجرة غاصة بهم: " ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " فقالوا: هجر رسول الله على ما سجله البخاري عليهم في صحيحه (1).
ومنها: مخالفهم لهم (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم تبوك حينما أمرهم بنحر إبلهم وأكل لحومها إذا أحلقوا في تلك الغزوة وجاشوا على ما حكاه البخاري عنهم في صحيحه (2).
ومنها: أنه لما آثر رسول الله أناسا في القسمة في حنين - تأليفا لقلوبهم - قالوا: إن هذه القسمة ما أراد بها وجه الله - على ما أخرجه البخاري في صحيحه (3) مع أنهم يعلمون أن رسول الله (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " كما قال الله تعالى وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما ينطق عن الهوى في سائر أوقاته وبمختلف أحواله سواء في حضره أو في سفره وفي صحته أو مرضه كما يقتضيه عموم الآية.
ومنها: أنهم كرهوا الجهاد وجادلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تركه ورغبوا في الدنيا وزهدوا في ثواب الآخرة وبخلوا بأنفسهم عن نصره حتى أنزل الله تعالى فيهم قرآنا، فقال تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق من بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) [سورة الأنفال 5 - 6].
ومنها: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرهم بالخروج إلى بدر فتثاقلوا عنه واحتجوا عليه ودافعوه عن الخروج معه فأنزل الله تعالى فيهم: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) (4).
ومنها: أنهم أنكروا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره أبا هريرة أن يبشر بالجنة كل من لقيه