نص نبوي على ذلك وإن لقوله تعالى: (أن احكم بينهم بما أراك الله) فهل تستطيع أن تعطينا حكما بما أراك الله على ذلك بأن الصحابة كلهم عدول، أم هذا مقياس مثلما تفضلت. فلماذا تقول برأيك وليس أمامنا مقياس إلا أن نقول: الصحابة كلهم عدول لأنه لو جاز على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الاجتهاد لجاز أن يكون ما يقوله باجتهاده وليس نازلا من عند الله تعالى وذلك ينافي قوله تعالى:
(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) ومناف لما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (1) فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا أدري، ولم تجب حتى ينزل عليه الوحي، ولم يقل برأيه، ولا بقياس لقوله تعالى: (أن أحكم بينهم بما أراك الله) ولأنه مناف لقوله تعالى وما بعدها: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) (2) وقال تعالى فيما.
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) وليس من الممكن إطلاقا أن نقيس الأمور بغير علم.
إن كان عندك حكما فأتي به، وإن كان هذا مقياس، فأحذرك من القياس بشريعة الله. ثم لماذا بعد عصر الصحابة والتابعين يخضعون لميزان الجرح والتعديل..؟ وتنقلب العدالة إلى فسق من بعد ذلك.
هل هذا الانقلاب لشخص واحد، أم بابن عن أبيه والذين يزعمون ذلك هل يستطيع تحديد الانقلاب في أي يوم أو شهر أو سنة أم تريد أن تقول يوم ضرب مروان الحمار بيد العباسيين وهل ناقلوا هذا التفريق هل هم ثقات في نفلهم أم لا. وهل هذا رأي حدسي، أم حسي.
وأيهما تتبناه أنت وتستطيع الجواب عنه بشرط أن لا يكون تناقض صريح كما هي العادة.
فأقول لك بالمناسبة أحد علماء السنة عندكم الشيخ المحدث عبد الله الهرري قال: في كتاب له صدر حديثا: " ولا يظن ظان أن قول بعض