مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٩٨
أ - الأئمة الشرعيون: فكل إمام من الأئمة الشرعين الاثني عشر أعلن عنه وعين إماما " بنص ممن سبقه. فرسول الله، وهو نقطة البداية والارتكاز، قد اختاره الله رسولا " ونبيا "، وإماما " ووليا " وقائدا " للدعوة والدولة، وقبل أن ينتقل إلى جوار ربه أعلن بأمر من الله تعالى أن الإمام والولي والقائد من بعده هو علي بن أبي طالب يليه بالتوالي والتتابع أحد عشر إماما " من ذرية النبي ومن صلب علي. وسماهم الرسول بأسمائهم. وعلى الرغم من أنه قد حيل بين الأئمة الشرعين وبين حقهم في ولاية الأمة وقيادتها وإمامتها إلا أن إمامتهم لم تنقطع طوال التاريخ، فكان كل إمام يعلن عنه ويعين بنص ممن سبقه.
ب - خلفاء الدولة التاريخية: كذلك خلفاء الدولة التاريخية، فكان الخليفة القائم بالخلافة هو الذي يعلن عن الخليفة الذي يليه ويعينه عمليا " حتى تصور بعض علماء الدولة التاريخية أن هذا الإجراء حق مطلق للخليفة: (ينظر للناس حال حياته، وتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ويقيم لهم من يتولى أمورهم) (1). وقد شهد تاريخ دولة الخلافة التاريخية الإسلامية عدة دورات، وفي كل الدورات سادت هذه القاعدة: (كل خليفة يعين بنص ممن سبقه).
1 - ففي الدورة التاريخية الأولى، كان الخليفة أبو بكر هو نقطة البداية والارتكاز للخلفاء، ولما دنت منيته أعلن بأن الخليفة من بعده هو عمر بن الخطاب، ولما طعن عمر أعلن، عمليا "، أن الخليفة من بعده هو عثمان بن عفان، والشورى لم تكن سوى إخراج شكلي لأمر مقرر سلفا ".
2 - ومن الدورة الثانية، التي بدأت عندما استولى معاوية على منصب الخلافة بالقوة والغلبة والقهر سادت هذه القاعدة أيضا "، فلما شعر معاوية بأن نهايته تقترب; أعلن أن الخليفة من بعده هو يزيد ابنه، ولما أوشك يزيد أن يهلك عين ابنه معاوية الثاني خليفة من بعده. ثم غلب مروان بن الحكم الأموي، وقبل أن يموت مروان استخلف ابنه عبد الملك، وطوال العهد الأموي وكل خليفة يعين بنص ممن سبقه.

(1) راجع مقدمة ابن خلدون ص 177.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257