4 - البذرة الرابعة:
عندما استولت البطون، بالقوة والتغلب والقهر، على الخلافة من بعد النبي كان أول شئ فعله خلفاؤها الأول أن منعوا رواية أحاديث رسول الله وكتابتها.
حتى لقد قام الخليفة الأول بإحراق خمسمئة حديث كتبها بنفسه عن رسول الله، وخطب الناس وحثهم على عدم التحديث عن الرسول لأن الأحاديث تسبب الخلاف والاختلاف بين المسلمين على حد تعبيره. وجاء الخليفة الثاني وعمق قرار منع رواية أحاديث الرسول وكتابتها وأضاف بأن طلب من الناس أن يأتوه بالأحاديث التي كتبوها عن رسول الله ولما جاؤوه بها أمر بتحريقها وحرقت فعلا "، وسار الخليفة الثالث على نهج صاحبيه، وصار منع رواية أحاديث الرسول وكتابتها سنة راشدة! وجد الخلفاء اللاحقون أنفسهم ملزمين باتباعها.
5 - البذرة الخامسة:
غلب معاوية الأمة، واستولى على منصب الخلافة بالتقتيل والتشريد والتنكيل والإرهاب، ومعاوية، بتاريخه وطبيعته، حاقد على البيت الهاشمي بعامة وعلى علي بن أبي طالب وذريته بخاصة، وإذا أضفنا إلى هذا تاريخ مقاومة الأمويين للنبي ولدعوته والحروب التي خاضوها ضده يصل الإنسان العادي إلى قناعة بأن الحقد الأموي على علي وأهل بيت النبوة وعلى الهاشميين لا دواء له.
وقد وضع معاوية يده في أيدي الخلفاء الأول وألف بين قلبه وقلوبهم، كراهية الجميع لقيادة أهل بيت النبوة بغض النظر عن الأسباب التي يستند إليها كل واحد منهم، ورفع الخلفاء من شأن معاوية وأعدوه ليحمي قناعاتهم من بعد موتهم وليتصدى لخصوم الجميع. وبعد أن أنشب معاوية أظافره الحديدية في كل عنق الخلافة لم ير ما يوجب التستر فقاد بنفسه حملة وضع الأحاديث على رسول الله وتحريفها واختلاقها وسخر إمكانيات دولة الخلافة ومواردها لتحقيق الغاية من حملته تلك المركزة على محو كل فضل لعلي ولأهل بيت النبوة وللتشكيك بمرجعيتهم وحقهم بالقيادة واختلاق آلاف المرجعيات التي تنافسهم. ولما تجمعت لمعاوية وولاته تلك المرويات الكاذبة، فرض على رعايا دولة الخلافة