4 - آية الصدقات: ومثال أخير على جرأة الخليفة الثاني: أن آية الصدقات آية، محكمة تبين المستحقين لها، وقد جاء نصر الله والفتح وأعز الله الإسلام في زمن رسوله، والرسول يعطي طوال حياته للمستحقين في آية الصدقات: الفقراء والمساكين...
والمؤلفة قلوبهم وعند ما آلت الخلافة لعمر رأى أن يلغي التشريع الإلهي والسنة النبوية التي تعطي للمؤلفة قلوبهم سهما " من الصدقات، بحجة أن الله أعز الإسلام ولم يعد بحاجة للمؤلفة قلوبهم! وبالفعل ألغى هذا السهم، وما زال ملغيا " إلى يومنا هذا، مع أنه مفروض في آية محكمة وفي تطبيق عملي طوال عهد الرسول!
موقف الجموع المسلمة من هذه الأعمال أحب كثير من المسلمين الخليفة الثاني حبا " ملك عليهم عقولهم ودينهم حقيقة. ومع أنهم لا يصرحون بأن الخليفة الثاني أفضل من الرسول، لكنهم عمليا "، يتعاملون معه كأنه أفضل من الرسول! وكأنه أعقل من الرسول، فما من شئ يعمله عمر إلا لحكمة، وحكمة جليلة يراها. فعند ما ألغى سنة الرسول التي تساوي بيت الناس بالعطاء لم يحتج أصحاب المصلحة من الناس، إنما صفقوا للخليفة الملهم والجرئ! وعند ما أعلن، بعد تسع سنين أنه سيعود في العام المقبل للعمل بسنة الرسول صفقت له الجموع أيضا "! إن الجموع لا تلتفت قطعيا " إلى قول عمر لرسول الله: (أنت تجهر ولا حاجة لنا بكتابك، حسبنا كتاب الله) بل تعد هذا القول فنا " من فنون العبقرية العمرية! وليس أدل على قوة نفوذ الخليفة الثاني من سهم المؤلفة قلوبهم، فبالرغم من أن السهم محدد في آية محكمة، ومن أن السنة النبوية قد جرت عليه طوال عهد الرسول وجزء من عهد أبي بكر إلا أن الجموع المفتونة بحب الرجل عدت قول عمر عمليا " كأنه ناسخ للقرآن والسنة! فلم يصدف على الإطلاق أن تجرأ خليفة لإعطاء سهم المؤلفة قلوبهم، خشية من أن تظن الجموع أنه خالف سنة عمر.
تلك هي طبيعة عمر، وطبيعة الجموع التي أحبته، فهل يستعبد على من كانت هذه طبيعته أن يلغي تشريع المتعة، ويجد آلاف المتبرعين المستعدين للكذب حتى على رسول الله حتى يسوغوا عمل الرجل!