الآخر الذي يهدد وجودهم ومستقبلهم المرهون بهذه الروايات وهذه الفتاوى. فمن ثم فهم يطلقون على المخالفين لهم لفظ المبتدعة. وهم هنا قد ساووهم بأهل الكتاب وحرموا إلقاء السلام عليهم كما حرموه على أهل الكتاب..
وهؤلاء الفقهاء إنما استنبطوا موقفهم المتشدد هذا من خلال واقعهم الذي كان يعامل أهل الكتاب معاملة مواطني الدرجة الثانية ويحرمون عليهم إشهار شعائرهم أو ارتداء أزياء المسلمين أو بناء معابد لهم أو حتى المرور في أحياء المسلمين فضلا عن دفع الجزية وخراج الأراضي التي يملكونها في ذلة وصغار ممنوع عليهم محاولة الدخول في الإسلام حتى لا يقل إيراد الدولة (1)..
هذا هو واقع الفقهاء الذي لا يجرؤ أهل الكتاب على مخاطبة المسلمين..
وهو واقع لا صلة بواقعنا المعاصر الذي يعيش فيه المسلم كمواطن من الدرجة أولى في ظل دول النصارى في أوروبا ولا يتحقق له هذا العيش في البلاد التي تدعي الإسلام..