خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٤
وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري، و عبد الله بن عامر بن كريز الأموي، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، وغيرهم.
لقد تالف من هاتين الخليتين فريق واحد، تولى التخطيط للتحالف الذي قام بين بطون قريش وبين المنافقين والمرتزقة من الأعراب وطلاب الجاه والدنيا من الأنصار.
وقد أشار الإمام علي إلى هذا التحالف بقوله: " اللهم إني أستعينك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي " (64).
3 - لم يكتف قادة التحالف بالشائعات التي أشرنا إليها، بل أخذوا يزايدون على الرسول صلى الله عليه وآله لكي يشتهروا ويلقوا في روع الغافلين أنهم أكثر حرصا على الدين من رسول الله، وكان أكثر الناس مزايدة على النبي هو عمر، لذلك نكتفي بذكر بعض مزايداته التي جاوزت المدى بالمزايدة الكبرى والنبي صلى الله عليه وآله على فراش الموت.
كان عمر رجلا مغمورا قبل الإسلام يمتهن (البرطشة)، أي أنه كان مبرطشا يكتري للناس الإبل والحمير، ويأخذ على ذلك جعلا (65)، وإلى هذا أشار سعد بن عبادة عندما قال لعمر في السقيفة: " لأعيدنك إلى قوم كنت فيهم ذليلا غير عزيز، وتابعا غير متبوع " (66)، وعمر نفسه لا ينكر ذلك، لكنه أصبح عزيزا بالإسلام، وتألق نجمه عندما تشرف بمصاهرة رسول الله، وصار يتردد على بيته بحكم المصاهرة.
ولم يكن عمر رجل فروسية أو قتال، فلم يثبت أنه قتل أو جرح أو أسر أحدا من المشركين طوال تاريخ دولة النبي صلى الله عليه وآله، والروايات التي تصوره رجل سيف،
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»