خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨١
* الفصل الثاني: التحالف أشخاصه وأهدافه.
1 - إن الشائعات التسع التي أطلقها قادة التحالف تشكل في حقيقتها تقاطيع نظرية جديدة، تكشف طبيعة أفكار المتحالفين وأسلوب عملهم.
فقادة التحالف يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، فإن هذه النبوة فرضت نفسها على الواقع رغم محاربة البطون لها طيلة 23 عاما، ولا مصلحة لقادة التحالف الآن إلا بنبوة محمد القرشي الذي نجح بتأسيس ملك، وما عليهم إلا أن يحسنوا اقتناص الفرص ليرثوا هذا الملك من ابن البطون.
وهم يعترفون أيضا بأن القرآن من عند الله، إذ لا جدوى من إنكار هذه الحقيقة، ولا مصلحة لهم بإنكارها، بذلك أنهم إذا أنكروا نبوة محمد، وأنكروا القرآن، انفض العرب من حولهم بعد موت النبي، وعاد النظام القبلي، وتبخرت بذلك أحلامهم بوراثة ملك العرب عن محمد.
فهذه هي طبيعة دين تحالف البطون، إنه دين قائم على المصلحة، ومختلط بأحلام ملك قريش.
وقد اتفقت كلمة البطون على أن توجهات محمد بشأن الولاية من بعده، وحصره الإمامة في بني هاشم، ليست معقولة ولا ودية، وفيها شئ من الاجحاف بحق البطون، والإنصاف يقتضي ترك النبوة لبني هاشم، على أن يكون الملك والخلافة للبطون، تتداولها بينها.
وأما منافقو المدينة وما حولها من الأعراب ومنافقو مكة، فقد وجدوا في موقف البطون ورفضها لترتيبات النبي لعصر ما بعد النبوة فرصة ذهبية للانتقام من آل محمد ودفعهم عن مركز القيادة، وللقضاء على دين محمد، بتخريب الجانب السياسي منه، وهذا هو السبب والدفع لالتفاف كل المنافقين
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»