خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٧
3 - رفع الانقلابيون مجموعة من الشعارات المختلفة تبعا لاختلاف المراحل، فكان لكل مرحلة شعارها، ومن هذه الشعارات:
أولا - الشعار الذي رفعوه في مرحلة الإعداد للانقلاب، وهو، منع الاجحاف بحق البطون، بالحيلولة دون جمع الهاشميين للنبوة والخلافة، وأن الصواب والعدل إنما يتحقق باختصاص الهاشميين بالنبوة، وترك الخلافة للبطون لا يشاركهم فيها هاشمي.
وقد أفصح عمر عن هذا الشعار أثناء خلافته في حوار له مع ابن عباس فقال: " يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد؟ قال ابن عباس:
فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري، فإن أمير المؤمنين يدري. فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة... فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووقفت، قال ابن عباس: إن تأذن لي في الكلام وتحط عني الغضب تكلمت، قال عمر: تكلم، قال ابن عباس: فقلت أما قولك يا أمير المؤمنين:
اختارت قريش لنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها من حيث اختار الله لها، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود، وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله، فأحبط أعمالهم " (4) ثانيا - شعار أن أقارب النبي وعشيرته أولى بسلطانه وميراثه.
وقد رفعوا هذا الشعار عندما تأكدوا أن النبي (ص) قد انتقل إلى جوار ربه، وأن آل محمد مشغولون بمصابهم، وليس بإمكانهم ترك النبي والخروج، فلم يكن أمام قادة البطون إلا الأنصار، فاحتجوا عليهم بأنهم أقارب محمد وأهله وعشيرته، وأنهم الأولى بميراثه وسلطانه.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»