خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٨
قال أبو بكر في السقيفة: " الناس تبع لنا، ونحن عشيرة الرسول "، وقال عمر: " إنه والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم... من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أهله وعشيرته " (5).
وعندما قال الأنصار: " لا نبايع إلا عليا " (6)، تجاهل الموجودون من قادة التحالف هذا الطلب، وقال أبو بكر: هذا عمر وهذا أبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم.
فبايعهم الأنصار على أساس أنهم أقارب النبي والأحق بميراثه.
ثالثا - شعار أن الأمر شورى، وقد رفعوا هذا الشعار بعد أن قبضوا على مقاليد الأمور وبايعهم أولياؤهم بالخلافة، واحتج على ذلك آل محمد، حينئذ رفعوا شعار أن أمر الخلافة شورى بين المسلمين، وأن المسلمين قد اختاروا أبا بكر أو الخلفاء. قال أبو بكر للعباس: " فخلى الرسول على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم متفقين غير مختلفين، فاختاروني عليهم وليا ولأمورهم راعيا " (7).
أي أنهم كانوا يلبسون لكل حالة لباسها، ففي مواجهة الأنصار وغياب آل البيت احتجوا بالقرابة من رسول الله، ولما قبضوا على مقاليد الأمور وواجهوا آل محمد بأمر واقع، رفعوا شعار الشورى، واحتجوا باختيار الناس ومبايعتهم لهم.
رابعا - شعار حسبنا كتاب الله، وقد طرحوا هذا الشعار عندما بدأ الرسول بالتركيز المكثف على الخلافة من بعده، وبين إمامة علي والموقع المميز لأهل البيت، وقد طرح هذا الشعار بصورة سرية أول الأمر، ثم لم يلبثوا أن واجهوا به رسول الله وهو على فراش الموت (8)، ليمنعوه من كتابه. وصيته: بعد أن علموا أنه يريد تأكيد إمامة علي وإثبات ولايته خطيا.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»