المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٢
ولبني هاشم فموضوع آخر، فقبل النبوة، كان أبو سفيان خاصة والأمويون عامة يحسدون بني هاشم ويدمنون على التنافس معهم، فما هي طبيعة مشاعر أبي سفيان والأمويين بعد 19 من المواجهة وبعد أن قتل الهاشميون سادات بني أمية، وفيهم من أولاد أبي سفيان وأخوال أولاده وأجدادهم وبني عمومتهم إنها مشاعر الحقد الأسود الدفين والتلفظ بالشهادتين وحده غير قادر على محو هذه المشاعر السوداء بجرة قلم من نفس أبي سفيان ونفوس أولاده ونفوس البيت الأموي عامة.
وبان أن محمدا هو سيد الأمة ووليها فمن الطبيعي أن لا يعلنوا ذكره إلا بخير ومع هذا فقد كانت مشاعر الحقد تتفلت من أبي سفيان فقد رأى الناس يتهافتون على رسول الله يوما فقال أبو سفيان (لو عاودت الجمع لهذا الرجل - يعني النبي - فضرب رسول الله في صدره ثم قال لأبي سفيان (إذا يخزيك الله) 31 ولقد مر يوما في خلافة عثمان على قبر حمزة بن عبد المطلب فداسه عليه برجله وقال (يا أبا عمارة إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به) 32 وعندما آلت الأمور إلى عثمان وأصبح خليفة قال له أبو سفيان (صارت إليك بعد تيم وعدي،، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، لا أدري ما جنة ولا نار) 33 ودخل يوما على عثمان بعدما ذهب فقال أهاهنا أحد فقالوا لا فقال أبو سفيان (اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية والملك ملك غاصبية واجعل أوتاد الأرض لبني أمية) 34 ورسول الله على علم كامل بنفسية أبي سفيان ونوازعه وعن جديته في عداوته للإسلام ولبني الإسلام، ولأهل بيت النبوة
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»