المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٧
لم يؤمر بأن يحاكم الناس على النوايا، واكتفى ببيان حقيقة أبي سفيان وأولاده وأركان جبهة الشرك للمسلمين ليحذروا منهم فيما بعد.
وقبل أن ينتقل الرسول إلى جوار ربه كانت بطون قريش وبقية الأحزاب تتحرك بالخفاء وترتب أوراقها لتعديل الترتيبات الإلهية لمرحلة ما بعد النبوة، بحيث تصرف الأمر عن أهل بيت النبوة ويختص الهاشميون بالنبوة لا يشاركهم بها أحد من البطون وتختص البطون بالخلافة وحدها لا يشاركهم بها هاشمي، والطريقة المثلى لتحقيق ذلك هي البطن على مقاليد الأمور بالقوة والتغلب والاغتصاب 2 - رفع شعار القرآن وحده يكفي تمهيدا لإخراج النصوص النبوية من الصراع ولإخراج النبي من التأثير على سير الأحداث وهكذا كان فما أن مرض النبي وأدرك قادة البطون أنه ميت من مرضه حتى كشفوا عن حقيقة مخططهم، فما أن قال النبي قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، حتى وقفت البطون وقفة رجل واحد وقالوا نفسه لا حاجة لنا بكتابك حسبنا القرآن، إنك مريض، وإنك تهجر، وتمكنوا من الحيلولة بين النبي وبين كتابه ما أراد وقد وثقت هذه الحقائق ونظرتها علميا في كتاب كامل يقع في 800 صفحة اسمه الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية، وفي كتابي نظرية عدالة الصحابة كشفت حقيقة المؤامرة) 59 بهذا المناخ تألق نجم أبي سفيان وولده وبنو أمية، لأن المؤامرة لن تنجح بغير استقطاب كل المصاديق لمحمد ولأهل بيت محمد، وأبو سفيان وأولاده وبنو أمية على
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»