المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨١
وحاربهم بكل وسائل الحرب، وقاومهم بكل فنون المقاومة وفوجئ أبو سفيان يوما من الأيام بجنود الله يحيطون بعاصمة الشرك كما يحيط السوار بالمعصم، وكان خارج مكة ويلقاه العباس بن عبد المطلب، ويقترح عليه العباس أن يذهب به إلى رسول الله ليستأمن له، ويوافق الرسول على أن لا يؤمن أبا سفيان حتى الغداة) 26 وفي اليوم التالي اقتيد أبو سفيان إلى رسول الله كما يقاد الجدى تماما كما تنبأ ابن أبي الصلت) 27 فخاطبه الرسول قائلا: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله فقال أبو سفيان بأبي أنت وأمي وما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد.
قال الرسول ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟
قال أبو سفيان بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئا) 28 وتدخل العباس لإنقاذ أبي سفيان قائلا: ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك) 29 وهكذا وحتى لا تضرب عنقه نطق بالشهادتين، وتعاملا مع التركيبة النفسية لأبي سفيان، وتسخيرا لموقعه القيادي لصالح الفتح ونزعا لفتيل المقاومة وبالإعلان الضمني عن استسلام أبي سفيان أمر النبي مناديا ينادي (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل للمسجد فهو آمن ومن أعلن بآية فهو آمن) 30 تلك هي الظروف التي أسلم بها أبو سفيان، أما طبيعة إسلامه، ومحبته لمحمد، وأهل بيت محمد
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»