المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٩
وأبو سفيان كان وراء عمليات تعذيب المستضعفين من المسلمين إذ من غير الممكن عقلا أن تتم عمليات التعذيب بدون علم القيادة!!
وأبو سفيان هو مهندس عملية الحصار والمقاطعة التي تفتقت عنها عقلية بطون قريش ثم قررت حصار الهاشميين في شعب أبي طالب ومقاطعتهم ثلاث سنوات حتى اضطروا أن يأكلوا ورقد الشجر من الجوع واضطر أطفالهم أن يمصوا الرمال من العطش) 15 فمن القبول بكل الموازين العقلية أن تتخذ البطون القريشية قرارا بهذه الخطورة بدون علم قائدها وأركان قيادته. وكان أبو سفيان وراء استقبال الطائف لرسول الله ذلك الاستقبال السيئ الذي أثر بنفس رسول الله تأثيرا عميقا فهتفت من أعماقه (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس، اللهم يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو لي عدو ملكته أمري.....) 16 وأبو سفيان أحد الذين خططوا لإرسال وفد إلى النجاشي مزودا بالهدايا لرد المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة حتى يتمكن وأئمة الكفر في مكة من فتنتهم وردهم عن دينهم) 17 وأبو سفيان هو أحد المجتمعين على الأقل في دار الندوة والمتأمرين على قتل النبي ليلة هجرته وقد قرر المجتمعون أن يختاروا من كل بطن من بطون قريش رجالا ليضربوا النبي ضربة رجل واحد فيقتلوه ويضيع دمه بين القبائل ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه) 18 ولما نجى الله نبيه من مؤامرة أئمة الكفر لم يتوقف أبو سفيان لحظة واحدة الكيد للنبي فقد استأجر الفين من أحابيش بني كنانة ليقاتل بهم رسول الله) 19، وهو الذي نحى العير وساحل بها وعلى أثرها حدثت معركة بدر، وكان أبو سفيان غائبا عن المعركة
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»