المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٧
نبيا سيبعث من آل عبد مناف، وقد أقنع نفسه أنه ليس في بني عبد مناف من هو أجدر منه بالنبوة، فهو قائد قريش في غزواتها، وهو تاجر ميسور الحال، وهو سليل عبد مناف رمز عز قريش وفخارها، ومن حوله بنو أمية الأكثر مالا ونفيرا) 7 وانتشرت شائعات في مكة بأن فتى عبد المطلب (محمد) يكلم من السماء) 8 ويقول بأنه نبي، ورفض أبو سفيان أن يصدق تلك الشائعات، وفوجئ أبو سفيان بإعلان النبي لبشائر النبوة والرسالة والكتاب،، فجن جنونه، وسلم قيادة نفسه لعناصر الحسد، والحقد والتنافس، والهوى، تعبث بها ذات اليمين وذات الشمال أو تهوى بها في مكان سحيق!! وشكى أبو سفيان لابن أبي الصلت سوء المقادير، وشعوره العميق بالهوان وبنيات ثقيف تراه منقادا لغلام من بني عبد مناف (يعني النبي) وحاول ابن أبي الصلت مشفقا أن يغير طريقة أبي سفيان بالتفكير وأن يعده لتقبل قدر محتوم فقال له: (كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدى يؤتى بك إليه فيحكم فيك بما يريد) 9 ومن سوء طالع أبي سفيان أن بني هاشم كافرهم ومؤمنهم احتضنوا محمدا، وأعلنوا أن بطون قريش إذا قتلت محمدا فإن الهاشميين سيقاتلون حتى يفنوا هم والبطون القريشية معا) 10 وأبعد من ذلك أن أبا طالب قال للنبي (يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فاعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح) 11 فثارت في نفس أبي سفيان لواعج التنافس، والحسد لبني هاشم والحقد عليهم، وراق لأبي سفيان أن يعتبر قضية النبوة مؤامرة هاشمية على الأمويين عامة وعلى أبي سفيان خاصة وأدرك أن سلاح النبوة لا مثيل له لتنفيذ هذه المؤامرة
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»