المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٠٧
النبي لم يهتم بأمر الأمة من بعده!!!
بعد أن استبعدوا النصوص النبوية التي عالجت موضوع القيادة من بعد النبي، وبعد أن زحزحوا الإمام علي عن حقه بالقيادة، وحرموا أهل بيت النبوة من دورهم المميز، زعموا بأن الرسول خلى على الناس أمرهم وترك أمته ولا راعي لها راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 15 وانظر إلى قول أبي بكر (... حتى اختار الله لرسوله ما عنده، فخلى على الناس أمرهم) فأبو بكر هو أول من أشاع بأن الرسول ترك الأمة ولا راعي لها (أو خلى على الناس أمرهم) وجاء في تاريخ الطبري ج 2 ص 245 أن أبا بكر قال في مرضه الذي توفي منه (... وددت أني سألت رسول الله لمن هذا الأمر من بعده فلا ينازعه أحد) وجاء في الحلية لأبي نعيم ج 1 ص 44 وصحيح مسلم والبخاري والبيهقي في سننه وابن الجوزي في سيرة عمر أن عمر قد قال في مرضه (إن لم أستخلف فإن رسول الله لم يستخلف) وروى المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 253 أن عمر قد قال في مرضه (إن أدع فقد ودع من هم خير مني (يعني الرسول) وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني (يعني أبا بكر) وصف فعل الرسول بعدم الاستخلاف!!
قالت عائشة لابن عمر (يا بني أبلغ عمر سلامي وقل له لا تدع أمة محمد بلا راع استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا، فإني أخشى عليهم الفتنة) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 22 ج 1 وأعلام النساء ج 2 ص 78، فأم المؤمنين عائشة وهي امرأة أدركت أن ترك الأمة ولا راعي لها عمل غير حكيم ويؤدي للفتنة. قال ابن عمر لأبيه (ماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده (ولو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاء وترك رعيته رأيت أنه قد فرط، راجع حلية الأولياء لأبي
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»