المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤٦
الشائعة السابقة (النبي مجتهد) 1 - (معنى هذه الشائعة) قصد قادة التحالف من إطلاق هذه الشائعة أن يلقوا بروع المسلمين أن الرسول ليس أكثر من مجتهد يقول برأيه في الأمور العامة، وأن رأي الرسول ليس ملزما، ومن حق أي مجتهد آخر أن يتبنى اجتهاده الذي يخالف اجتهاد الرسول، ولا حرج على هذا المجتهد الآخر، فهو مأجور بمخالفته لرسول الله سواء أخطأ أم أصاب وهذه الشائعة ثمرة طيبة للإشاعات السابقة، ونتيجة ملطفة لمقدمة.
2 - التطبيق العملي للشائعة الرسول صلى الله عليه وآله كان يقسم المال بين الناس بالسوية لا فضل في ذلك لمهاجري على أنصاري، ولا لعربي على عجمي، ولا صريح على موالي، لأن حاجات أبناء البشر الأساسية متشابهة، وتلك أمور تدرك بالعقل وبالفطرة السليمة، فجميع أبناء البشر يأكلون ويشربون وينامون ويتزاوجون، ثم إن الرسول لا ينطق عن الهوى، فهو يتبع ما يوحى إليه من ربه، فأمر بهذه الخطورة، يتلقى فيه التوحيد الإلهي، وطوال عهده الشريف وهو يقسم بين المسلمين بالسوية لا يفصل أحدا على أحد حتى أصبح عمل الرسول هذا سنة فعلية وجزءا من المنظومة الإلهية على اعتبار أنها تشريع من أهم التشريعات المالية في الإسلام. وعندما قبضت قيادة التحالف على مقاليد الأمور لم تقو على مخالفة هذا التشريع فطوال عهد أبي
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»