الشائعة الثانية (إن رسول الله كان يفقد السيطرة على أعصابه فيشتم ويلعن ويسب) قلنا إن قيادة التحالف صد صممت نهائيا على إقصاء الإمام علي عن حقه بالقيادة والإمامة والمرجعية من بعد النبي، وعلى إلغاء الدور المميز لأهل بيت النبوة وتجريدهم من كافة حقوقهم السياسية، وإنها عزمت على أن تتصدى للحملة المركزة التي كان يقودها رسول الله قبل وفاته لتثبيت الشرعية والمشروعية وتحقيقا لهذه الأهداف أطلقت قيادة التحالف إشاعتها الأولى التي مفادها أن رسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضى، ولا ينبغي أن يحمل كلامه على محمل الجد، ولا ينبغي أن يكتب كلام الرسول وقد أثبتنا ذلك ولتدعيم هذه الإشاعة أطلقت قيادة التحالف شائعتها الثانية 1 النص الحرفي للشائعة الثانية (روى البخاري في صحيحه كتاب الدعوات باب قول النبي من آذيته، ومسلم في صحيحه كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي ما يلي وبالحرف (إن رسول الله كان يغضب، فيلعن، ويسب، ويؤذي من لا يستحقها، ودعى الله أن تكون لمن بدرت منه زكاة وطهورا) وهكذا صوروا رسول الله صاحب الخلق العظيم الذي وصفه الله تعالى بآية محكمة (وإنك لعلى خلق عظيم) سورة القلم آية 4 بصورة الرجل الذي يفقد السيطرة على أعصابه فيتصرف مثل تلك التصرفات التي ألصقوها ظلما برسول الله. لأن الشخص العادي الذي لا تتوفر فيه مؤهلات النبوة يترفع عن سب ولعن وإيذاء الناس بدون سبب فكيف بسير الخلق وأعظمهم؟!!!
(٣٣٦)