المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٨
التعذيب والتقتيل والإيذاء قلنا إن عددا من سكان مكة قد دخل في دين الإسلام، وكان المطلوب من المسلم أن يشهد بوحدانية الله تعالى، وبأن محمدا نبي الله ورسوله وأن يطيع النبي، ويسمع منه، لم يطلب منهم النبي أن يواجهوا بطون قريش، أو أن يحموه أو يحموا دعوته، فقد كانت المواجهة الفعلية محصورة بالنبي وبني هاشم من جهة وبين بطون قريش ال 23 من جهة ثانية، وتصدى الهاشميون ومعهم بنو المطلب لحماية النبي وحماية دعوته) 1 بمعنى أن دور الذين أسلموا محصور بالثبات على إسلامهم واعتقادهم بوحدانية الله وبنبوة محمد ورسالته.
ومع هذا كانت تعتبرهم بطون قريش من موالي محمد، وجزءا من جبهة المواجهة التي يقودها النبي بالتعاون والتعاضد مع البطن الهاشمي.
ومن هنا فقد صبت بطون قريش جام غضبها على الموالي أو الأحابيش أو العبيد - الذين لا قبائل لهم تحميهم، فنكلت بهم تنكيلا تقشعر من هوله الأبدان، وكشفت هذه البطون عن طبيعة الشرك بتعامله مع من يظفر بهم من أعدائه، وأبرز التاريخ مجموعة من الصور المرعبة لهذا التنكيل، فقد كان أمية بن خلف أحد سادة البطون يخرج عبده المملوك بلال بن رباح الحبشي إذا حميت الشمس وقت الظهيرة ويلقيه في الرمضاء على وجهه وعلى ظهره ثم يأمر بوضع صخرة كبيرة على صدره) 2 ويسار، وابنه عمار بن يسار وزوجته سمية، تلك الأسرة الضعيفة أخرجها أبو جهل أحد سادات البطون وعذبها عذابا أليما، فتوجعت الأم سمية فأغضبت أبا جهل فطعنها بحربة في فرجها فماتت، ومات ياسر من التعذيب، وتحمل عمار العذاب) 3
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»