المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠١
صاحبك، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام، ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبعين بيتا من الشعر فقال رسول الله (اللهم إني لا أقول الشعر، ولا ينبغي لي، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة فعليك إذا من الله ما لا يحصى من اللعن....) 27 ويروى أن النجاشي قال لعمرو (ويحك يا عمرو أطعني واتبع محمدا...) 28 ولكن عمر تردد، ورصد معالجة ثم أدرك بدهائه وذكائه أن كفت محمد قد رجحت، وأن محمدا سيغلب بطون قريش، وستستلم تلك البطون عاجلا أم أجلا، وشاور عمرو معاوية، وبين لمعاوية أن مصلحته تقتضي الالتحاق بمحمد فقال له معاوية (يا أبا عبد الله إني لأكره لك أن تتحدث العرب عنك أنك إنما دخلت في هذا الأمر لغرض الدنيا...) 29 ولكن الرجل سار إلى النبي ونطق بالشهادتين وهو يحمل قناعات الشرك، وحسد البطون لبني هاشم، وآثارا نفسية عميقة لثارات ودماء سالت، ومن الطبيعي أن النبي لا يحاسب على النوايا، وأنه سيقبل ظاهره ويكل باطنه لله، وأنه سيشجع توجهه نحو الإسلام، ويدخل النبي عاصمة الشرك، ويستسلم أبو سفيان وأبناؤه ومعاوية منهم، ويلتقي الصديقان في دائرة الإسلام، ويخططان معا، قال زيد بن أرقم غزا رسول الله غزوة ومعه معاوية وعمرو فرأهما مجتمعين فنظر إليهما نظرا شديدا ثم رآهما في اليوم الثاني واليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليهما فقال في اليوم الثالث (إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير) 30
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»