الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٩٧
أدرك الإمام علي (ع) بعد كل ما وقع أنه قد وقع في مأزق وداخل شراك خطير فالعرب تظاهرت عليه واستضعفته وتيار الاغتصاب لم يركب الخلافة فحسب وإنما طوق بيت الإمام (ع)، وحاصره بعد أن مد جسور التعاون مع المنافقين وأدرك بعدها الإمام إنه أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما:
- أن يجهز عليهم، فلا يبقى من تيار الاغتصاب رجلا يذكر.
- أو أن يصبر وينتظر حالما تعود الأمور إلى نصابها.
أما الخيار الأول فهو يسير على علي (ع) وهو من أرعب بسيفه العرب واهتز لشجاعته الأبطال. وتيار الاغتصاب كان مدركا لكل ذلك. غير أنهم أدركوا أن أبا الحسن لا يقاتل في أمر لا مصلحة للشرع فيه. أدركوا ذلك على مدى سنوات من الجهاد الذي كان يتزعمه علي (ع). ولذلك تجاسروا عليه وأبدوا بطولاتهم المزيفة. كان الإمام علي (ع) على علم تام بحقيقة هؤلاء الجبناء الذين ما ثبتوا في معركة، ولا نصروا الإسلام. ولكنه اختار البقاء منتظرا.
والإمام علي (ع! وهو ينتظر، لم يكن مكتوف اليدين، لم يكن انتظاره سلبيا كما يبدو للكثير.
كان علي (ع) نشيطا يعمل حسب ما تسمح به الظروف متحركا خلف الحصار المفروض عليه.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235