فيما دخلت فيه الأمة (66) ".
ولا يهمنا هنا ما دار من كلام بين فاطمة (ع) وابن الخطاب. ولا بين المتحصنين ومقتحمي الدار. ما نريد التأكيد عليه هنا، هو أسماء المعارضين الكبار للسقيفة، ورأيهم في الخلافة. والآن إليك ما جاء في كلام المعارضة:
1 / الإمام علي (ع) " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا وطفقت ارتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طغية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ثم تمثل بقول الأعشى: شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر (67).
فيا عجبا بينا يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته. لشد ما تشطرا ضرعيها ".
2 / العباس بن عبد المطلب (رض) إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا وللمؤمنين وليا فمن على أمته به حتى قبضه الله إليه واختار له ما عنده فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق لا مائلين بزيغ الهوى فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم. فما تقدمنا في أمرك فرطا، ولا حللنا وسطا، ولا برحنا سخطا، وإن كان هذا الأمر وجب لك بالمؤمنين، فما وجب إذ كنا كارهين. ما أبعد قولك من أنهم طعنوا عليك من قولك أنهم اختاروك ومالوا إليك، وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروك. فأما ما قلت، إنك تجعله لي، فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن