الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢١٨
فقد كان من الواجب على الصديق أن يكون مثالا بارعا في الصدق والتي من مصاديقها الصدق في المواطن وقد كان يلتمس الراحة في العريش، متترسا بالرسول (ص)، ويتركه وحيدا في الميدان وينجو بالجلد عند استفحال الخطب.
ولا داعي لكي أقارن بين موقفه وموقف الإمام علي (ع) في هذا المجال لأن ذلك مما سارت به الركبان وتغنت به الشعراء.
ولو كان الإسلام متوقفا على شجاعة الصديق إذن لما بقيت له باقية وهو ما يضرب عرض الحائط بقولتهم، إن رسول الله (ص) قال: " لولا أبو بكر الصديق لذهب الإسلام " كما في " نور الأبصار " للشلنجي.
2 / الشك في أمر الرسول (ص).
الإيمان بالرسول (ص) هو الاعتقاد بمرسوليته، والانقياد لأوامره على أساس إنها أحكام تكليفية.. والتصديق هو الاستجابة لأمر الرسول (ص) وعدم التردد في قبول قوله وعندنا في السيرة ما يدمي القلوب، ويقصم الظهور وهو ما يعرف بحادثة ذي الثديية، فقد جاء عن أنس بن مالك قال: كان في عهد رسول الله (ص) رجل يعجبنا تعبده واجتهاده وقد ذكرنا ذلك لرسول الله (ص) باسمه فلم يعرفه فوصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا هوذا قال:
إنكم لتخبروني عن رجل إن في وجهه لسفعة من الشيطان.
فأقبل حتى وقفت عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله (ص) أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟
قال: اللهم نعم، ثم دخل يصلي فقال رسول الله: من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر أنا، فدخل عليه فوجده يصلي فقال: سبحان الله أقتل رجلا يصلي، وقد نهى رسول الله عن قتل المصلين، فخرج، فقال رسول الله (ص) ما فعلت؟
قال: كرهت أن أقتله وهو يصلي وأنت قد نهيت عن قتل المصلين، قال: من يقتل الرجل؟ (حتى قال) لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان كان أولهم وآخرهم (5) ".

(٥) تاريخ بن كثير - ٧ ص ٢٩٧ / الإصابة ١: ٤٩٤.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235