الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٢٢
منطق القرآن، وتناقض حجمه الحقيقي في واقعه.
* روى أنس بن مالك قال: " جاءت امرأة من الأنصار فقالت: يا رسول الله! رأيت في المنام كأن النخلة التي في داري وقعت وزوجي في السفر فقال:
يجب عليك الصبر فلن تجتمعي به أبدا، فخرجت المرأة باكية فرأت أبا بكر فأخبرته بمنامها ولم تذكر له قول النبي (ص) فقال: اذهبي فإنك تجتمعين به في هذه الليلة. فدخلت إلى منزلها وهي متفكرة في قول النبي (ص) ".
وقول أبي بكر، فلما كان الليل وإذا بزوجها قد أتى فذهبت إلى النبي (ص) وأخبرته بزوجها، فنظر إليها طويلا فجاءه جبريل وقال: يا محمد: الذي قلته هو الحق، ولكن لما قال الصديق إنك تجتمعين به في هذه الليلة استحيا الله منه أن يجري على لسانه الكذب، لأنه صديق فأحياه كرامة له (13).
ليس الغلو فيما ذكر من أن الله استحيا من أبي بكر، وكأن الحياء - أعوذ بالله - من شأنه تعالى.. علا عن ذلك علوا كبيرا. وإنما يكمن ذلك في نزعة خفية تجعل الأفضلية لأبي بكر على رسول الله (ص)، فأبو بكر له شخصية أقوى من النبي (ص) مما جعله تعالى، يستحيي من أبي بكر ولا يستحي من النبي (ص).
ويفضل تعزيز موقف أبي بكر ولا يبالي بالنبي (ص) وكأن أبا بكر أصدق من رسول الله (ص) وفي ذلك غلو لمن ألقى السمع وهو بصير.
- ذكر النسفي إن رجلا مات بالمدينة فأراد النبي (ص) أن يصلي عليه فنزل جبريل وقال:
يا محمد لا تصل عليه، فامتنع فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله صل عليه فما علمت منه إلا خيرا، فنزل جبريل وقال: يا محمد صل عليه، فإن شهادة أبي بكر مقدمة على شهادتي (14).
ولا يلاحظ القارئ من هذا الحديث سوى أسلوبا آخر أكثر تعفنا من الأول،

(13) نزهة المجالس 2 ص 184.
(14) نزهة المجالس 2 ص 184.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235