الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٢١
ولكي ندرك فقر هذا الادعاء، يكفينا أن نستعرض بعض الأمثلة والنماذج من علم أبي بكر، ونترك للقارئ حرية إصدار الحكم عليها:
سئل أبو بكر عن الكلالة؟ فقال: إني سأقول فيها برأيي فإن يك صوابا فمن الله وأن يك خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه، أراه ما خلا الولد والوالد، فلا استخلف عمر قال: إني لأستحيي الله أن أرد شيئا قاله أبو بكر (9).
والمقصود هنا من الكلالة، ما جاء في قوله تعالى: " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك ".
عن قبيصة بن ذؤيب قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق، تسأله عن ميراثها فقال لها أبو بكر: ما لك في كتاب الله شئ، وما علمت لك في سنة رسول الله (ص) شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة، حضرت رسول الله (ص) أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر (10).
عن صفية بنت أبي عبيد: " إن رجلا سرق على عهد أبي بكر، مقطوعة يده ورجله، فأراد أبو بكر أن يقطع رجله ويدع يده يستطيب بها ويتطهر بها، وينتفع بها، فقال عمر: لا والذي نفسي بيده لتقطعن يده الأخرى فأمر به أبو بكر (11).
أتا أبا بكر جدتان أم الأم وأم الأب فأعطى الميراث أم الأم دون أم الأب، فقال له عبد الرحمن بن سهيل أخو بني حارثة: يا خليفة رسول الله! لقد أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها، فجعله أبو بكر بينهما - يعني السدس - (12).
هذه النماذج تظهر إلى أي مستوى بلغ الدجل بأولئك المحرفين الذين أضلوا الأمة بأشخاص وهميين لا رصيد لهم من أي ادعاء اختلقه لهم أنصارهم.
وأود لو أختم كلامي عن أبي بكر، بما رواه عنه اتباعه، من أساطير تخالف

(٩) ابن جرير الطبري في التفسير ج ٨ ص ٣٠ / البيهقي في السنن ٦ ص ٢٢٣.
(١٠) موطأ مالك: ص ٣٣٥ - سنن أبي داود ٢ ص ١٧ / بداية المجتهد 2 ص 344.
(11) شنن البيهقي 8 ص 273، 274.
(2 1) الموطأ ص 335 - بداية المجتهد 2 ص 344.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235