بنا ما فعل (122).
وفي رواية لابن الأثير: فإني قد أحببت أن أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر، إني كنت أخطب فيكم فيقوم إلي القائم منكم فيكذبني على رؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح وإني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن رد علي أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقين رجل إلا على نفسه.
كذلك تمت بيعة يزيد. بشراء الضمائر وإرهاب المعارضين. وكيف يوافق هما رأينا من أمر بيعة يزيد ما ذهب إليه ابن خلدون قائلا: والذي دعى معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ (123) ".
لقد أدرك معاوية كما أكدنا سابقا، فسق ابنه وعلم أنه لا يصلح لحمل الناس على حكم الشريعة فيزيد هو ممن اشتهر فسقه واستهتاره وإن العهد إليه بالأمر قد يسبب مفسدة للأمة، وخرابا لبنيانها الشامخ.
لقد ذكر ابن كثير إن يزيد، اشتهر بالمعازف وشرب الخمور والغناء والصيد واتخاذ القيان والكلاب والنطاح بين الأكباش والدباب والقرود وما من يوم إلا ويصبح فيه مخمورا: وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال، يسوق به ويلبس القرد قلانس الذهب وكذلك الغلمان وكان يسابق بين الخيل وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل أن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقرها فعضته (124).
وذكر البلاذري: كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنيه أبا قيس، ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة فمسخ وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها، فحمله يوما وجعل يقول: