الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٩٤
ألا يا صاح للعجب * دعوتك ثم لم تجب ولو كانت كلمة " لا " فقط توجب القتل لكانت واجبة على هذا الوضع الذي تكثر فيه الجرأة على الإسلام؟.
فهل هذا يدع مجالا للشك في أمر يزيد، أو التصديق بما انتحله ابن خلدون من أن أباه لم يكن على علم بذلك.
لقد بذل الوسع في تبرير تلك الأحداث، ولو باستضعاف الحقيقة الواضحة، وعمدته في كل لك القياس مع الفارق، والتصويب المبتذل، وتسويغ التناقض.
ثم تعال لكي نرشف من ذلك الكشكول الذي يبعث على الضحك والبكاء على النشوة والعرف على التسلي والاشمئزاز، لترى كيف يتسربل الكفر ببرد الإيمان وكيف برغم انفك الظالمون الذين عاشوا قبلنا كيف تحاسب على ظلمك ولا يحاسب من سبقوك لقد نسي ابن خلدون أن يسمي ذلك صراع طبقي بين طبقات التاريخ.
يقول: (128) " هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة والتابعين، فهم خيار الأمة، وإذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة، والنبي (ص) يقول: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم مرتين أو ثلاث ثم يفشوا الكذب "، فجعل الخيرة، وهي العدالة مختصة بالقرن الأول والذي يليه.
فإياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم، ولا تشوش قلبك بالريب في شئ مما وقع منهم، والتمس لهم مذاهب الحق وطرقه ما استطعت فهم أولى الناس بذلك، وما اختلفوا إلا عن بينة، وما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهاد أو إظهار حق، وأعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة، ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم، ويجعله إمامه وهاديه ودليله، فإنهم ذلك، وتبين حكمة الله في خلقه وأكوانه، وأعلم أنه على كل شئ قدير وإليه الملجأ والمصير، والله تعالى أعلم ".

(128) تاريخ ابن خلدون ص 230 ج 1.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235