الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥٥
" أيزعم أن رسول الله (ص) نص عليه؟ قلت نعم. " (64).
وحسبك ما جاء في كلامه - عليه السلام - كما نقل في نهج البلاغة:
" حتى مضى الأول لسبيله - أي أبو بكر - فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده.
" شتان ما يومى على كورها * ويوم حيان أخي جابر " فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشد ما تشطرا ضرعيها! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أثنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون واعتراض فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة (65).
إن كلام الإمام علي (ع) فيه بيان شافي لموقفه من تيار الاغتصاب. وذلك من بدايته إلى نهايته. وكان موقفه هو الصبر على طول المدة وشدة المحنة. وحاشا جنابه أن يكون مشيرا صغيرا يقرن بمن هو دونه في بعد الصيت وعلو الهمة والشأن.
وحاشاه أن يكون محض مشير في حضرة من قد غلبوه على الأمر واستلبوه منه بالغلبة.
وحسبك من معرفة موقفه من بيعة أبي بكر. أن تدرك ما قاله في حق عمر.
" فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ".
فهو وصف يعزز موقف الصحابة من عمر أثناء العهد له بالأمر. هذا ناهيك عن أن أمر الخلافة يخرج بتخصص في مقام استجواب علي (ع) في أمر العهد والبيعة. إذ هي في عقيدته نص وعهد إلهي لا تدخل في وسع الرأي أو الغلبة.
ولو راجعنا التاريخ، وخصوصا تلك المصادر المعتمدة عند ابن خلدون لوجدنا

(64) شرح النهج / ابن أبي الحديد.
(65) نهج البلاغة.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235