الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٣٧
في القدح وهو في النزع فيمسح وجهه في الماء ويقول: اللهم أعني على سكرات الموت فلما كان يوم الاثنين وهو يوم وفاته خرج إلى صلاة الصبح عاصبا رأسه ".
إن الرسول (ص) كان يعاني حرارة الموت، وإنه في اللحظات الأخيرة من عمره. ثم يعود فيورد كلام أبي بكر " أراك أصبحت بنعمة الله " فآثار الترقيع واضحة للبيب، وعملية الاختلاق ظاهرة في تدليس بن خلدون رضوخا للرغبة المذهبية والنزوع البكري. وبعد ذلك لا بد أن نشير إلى ملاحظتين في هذا النص المختلق:
الملاحظة الأولى، حول صلاة أبي بكر.
الملاحظة الثانية، حول موت النبي (ص) وهو في حجر عائشة.
الملاحظة الأولى:
هناك ما يجلي اهتزاز النص من أساسه في مسألة صلاة أبي بكر. لقد ثبت في الأخبار أن عليا (ع) لم يبرح رسول الله (ص) طيلة فترة مرضه. وأنه بقي ملازما له حتى انتهى من دفنه. وهو لولا ذلك الانشغال لما فاته أمر السقيفة. أين إذا كان موقعه من تلك الصلاة وهل كان يصلي بصلاة أبي بكر أم بصلاة الرسول (ص) ولماذا لم يذكروا وجوده في هذه الصلاة، التي أتاها الرسول (مر) وهو متكئ على العباس والإمام علي (ع) إن البكرية التي اصطنعت هذه الأحاديث تريد أن تجعل أبا بكر ذا حضور مكثف في كل المواطن. في وفاة الرسول وفي السقيفة وهذا أمر مستحيل. فأبو بكر دعي لتجهيز جيش أسامة وعدم التخلف عنه.
وكان الرسول (ص) حسب ما جاء في الأخبار متشبثا بإنفاذ جيش أسامة حتى اليوم الذي توفي فيه كما سننقل في النص الآتي وأن طيلة السبع عشرة صلاة لم يكن الرسول (ص) يطيق رؤية من أنفذهم في جيش أسامة وكان يزجرهم كلما ظهر له أحدهم. وكانوا طيلة ذلك الوقت معسكرين بالجرف خارج المدينة.
فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشر من هجرة رسول الله أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد. فلما كان يوم الأربعاء بدئ به المرض فحم وصدع فلما أصبح يوم
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235