قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٥٧
شفافان، وللواحدة ست أرجل تمشي على أربع وتقفز باثنتين. وللجراد فم قارض يقرض أوراق الشجر والأعشاب والبراعم والزهور والثمار، وكان الجراد يعتبر في الشريعة من الحشرات الطاهرة (لاويين 11: 21 و 22). كان يوحنا المعمدان يأكله ولا يزال يؤكل في بعض بلدان الشرق (مت 3: 4) وغالبا كان الأسينيون يأكلونه، وكيفية أكله هو أن تقطع أرجله وأجنحته ورأسه وتنزع أمعاؤه ويسوى اللحم الباقي على نار هادئة، وقد يقلى في الزيت أو يجفف في الشمس ويسحق، ثم يحفظ إلى حين الحاجة فيستعاض به عن الدقيق.
وهو من أشد الضربات المدمرة المخربة في الشرق، وكان الجراد الضربة الثامنة التي ضرب بها الرب فرعون في أرض مصر (خروج 10: 4 - 15 ومزمور 78: 46 و 105: 34) لذلك أشير إليه مرارا عديدة كعنوان السخط الإلهي (تث 28: 38 و 1 ملو 8: 37 و 2 أخبار 6: 28 وناحوم 3: 15) كما أن الأمم قديما غير اليهود كانت تعتبره ضربة من السماء فقد قال بلينيوس ما معناه " هذه الضربة دليل سخط الآلهة ".
وهو يحجب نور الشمس بعدده، والشعوب ترتعد من ظهوره فإنه يعبر البحار الواسعة ويقطع الفسيحة ويغطي الحصاد بغيومه المظلمة ويهلك الأثمار ويفني كل نبت.
وعندما تحمله ريح شرقية على وادي النيل يحدث ضررا بليغا بالحاصلات الزراعية، لذلك تستعد الحكومات في مصر وفي غيرها من بلدان الشرق لمقاومته ومكافحته وإبادة بيضه بكل وسيلة علمية حديثة.
وكثيرا ما شبهت الجيوش بالجراد لكثرة عددها (قضاة 7: 12 وإرميا 46: 23) وشدة تخريبها.
والأنواع المذكورة في سفر يوئيل (1: 4) هي:
القمص وهو الجراد القارض، الزحاف وهو الجراد الزاحم في زحفه، الغوغاء وهو الجراد النطاط، والطيار وهو الجراد المخرب.
ويوئيل هنا يصف أضراره وهي معلومة للقارئ الشرقي، حيث تمشي الصغار كجيش عرمرم مدة النهار وتستريح في الليل أو يخدرها البرد (ناحوم 3:
17) وليس للجراد ملك إلا أنه يتقدم بإتقان وانتظام ولا يلتفت يمينا ولا يسارا (أمثال 30: 27) فإذا وجد بيتا أو جدارا في دربه مشى فوقه ويدخل الأبواب والكوي (خروج 10: 6 ويوئيل 2: 9) وإذا صادف ماء دخل فيه، فإذا كان الماء نهرا ملأه ومشى بعضه فوق جثث البعض، وإذا كان الماء بحرا غرق فيه الجميع ويحدث أنه لكثرة الجثث على الشاطئ يتولد وباء خطير كما حدث قبل المسيح بمئة وخمس وعشرين سنة وأمات 80000 شخص في ليبية وقيروان ومصر.
وإذا كبر الجراد أخذ يطير ويخيم في الهواء (يوئيل 2: 10) ويسقط بعضه على الأرض فإذ ذاك يجتهد الأهالي أن يمنعوه عن النزول بكل وسائلهم (إرميا 51: 14) ومنها أصوات دق الطبول وقرع الصفائح.
والجراد على أنواعه يضع بيضه في شهر نيسان (أبريل) أو أيار (مايو) في حفرة أسطوانية الشكل تحفرها الأنثى ويفقس في شهر حزيران (يونية). وتجتاز الحشرة منها أطوار النمو من عذراء إلى شرنقة ثم مجنحة فجرادة كاملة النمو.
جردم: ترجمة الكلمة العبرية " حاسيل " أي المتلف أو المخرب وهو نوع من الحشرات النهمة. وقد ورد في سفر الرؤيا ص 9: 1 - 11 ذكر نوع من الجراد له صفات خارقة وهو واحدة من الضربات التي تحل بالأرض ويكثر كثرة بالغة وهو من فصيلة الجراد ويذكر في الكتاب معه (ملوك الأول 8: 37) ومزمور 78: 46) وجاء في الترجمة السبعينية باليونانية (بروخوس) ويرجح أنه الجراد في طور تكوينه، وكان الله
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»