الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٣٦٧
ويقول الغزالي في واجبات الأكل في اجتماع أو مشاركة، إنه يجب على الآكل في مجتمع أو مع شركائه أن لا يبتدئ بالطعام ومعه من يستحق التقديم بكبر سن أو زيادة فضل، وأن يراعي آداب تقديم الطعام إلى الزائرين وإحضاره والانصراف!
وأما آداب الضيافة فيرى الغزالي أن مظان الآداب فيها، أن يعمد الداعي بدعوته الأتقياء دون الفساق، ويقصد الفقراء دون الأغنياء على الخصوص، وأن لا يميز المدعو الغني بالإجابة من الفقير، ولا ينبغي أن يمتنع عن الإجابة لبعد المسافة، وأما الحضور فأدبه أن يدخل الدار ولا يتصدر، فيأخذ أحسن الأماكن، بل يتواضع، ولا يطول الانتظار عليهم ولا يعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الاستعداد، ولا يضيق المكان على الحاضرين، بل إن أشار إليه صاحب المكان بموضع لا يخالفه البتة، وإن أشار إليه بعض الضيفان بالارتفاع إكراما فليتواضع (1)!
* * * وجاء في إنجيل برنابا " الحق أقول لكم، إن أكل الخبز بأيد غير نظيفة، لا ينجس إنسانا، لأن ما يدخل الإنسان، لا ينجس الإنسان، بل الذي يخرج من الإنسان، ينجس الإنسان "، " إن العصيان لا يدخل الإنسان، بل يخرج من الإنسان من قلبه، ولذلك يكون نجسا متى أكل طعاما محرما (2) "، " متى دعيت، فاذكر أن لا تضع نفسك في الموضع الأعلا، حتى إذا جاء صديق لصاحب البيت أعظم منك، لا يقول لك صاحب البيت " قم واجلس أسفل "، فيكون باعثا لك على الخجل واجلس في أحقر موضع، ليجئ الذي دعاك ويقول " قم يا صديق واجلس هنا في الأعلا "، فيكون لك حينئذ فخر عظيم لأن من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع (3) "!

(1) راجع ص 93 و 94 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة.
(2) راجع ص 48 - 50 من إنجيل برنابا.
(3) راجع ص 53 من إنجيل برنابا.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»