أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٤٣
وآثار السلف على تقبيل الأماكن الشريفة وأطال ثم قال وأما التوسل بالأنبياء والصالحين فهو أمر محبوب ثابت في الأحاديث الصحيحة وغيرها وقد أطبقوا على طلبه واستدلوا بأمور يطول شرحها وقد ذكرت جملة منها في غير هذا الموضع فلا حاجة إلى إعادته هنا بل ثبت في الأحاديث الصحيحة التوسل بالأعمال الصالحة وهي أعراض فبالذوات أولى (وأما الحلف بغير الله تعالى) لا يكون كفرا إلا أن قصد الحالف تعظيم ذلك الغير كتعظيم الله وعليه حملوا حديث الحاكم من حلف بغير الله فقد كفر وفي رواية فقد أشرك لكن الذي نقله النووي عن أكثر العلماء الكراهة ثم قال وإجماع المسلمين حجة قال تعالى ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصيرا فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب الشاة القاصية من الغنم ومن شذ فهو في النار وهذا ملخص ما ذكره هذا العالم الفاضل وفيه مقنع لمن أراد الله هدايته وهو من أهل الألف ومائة وخمس وتسعين وظهور ابن عبد الوهاب كان في هذه الأزمنة فقد جهله ورد قوله ودعواه الاجتهاد قال وأنه ممن لم يأخذ العلم عن المشايخ وهو من الخوارج المارقين من الدين لتكفيره المسلمين ورأيت رسالة للشيخ عبد العظيم المكي الحنفي سماها القول السديد في بعض مسائل الاجتهاد والتقليد ذكر فيها قول بن حزم الظاهري وأنه يأمر بالاجتهاد ويحرم التقليد ويستدل بقوله تعالى فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وقد قال أعني الشيخ عبد العظيم المكي الحنفي في رسالته ونحن مع ذلك بحمد الله لا نخرج عن درجة التقليد لإمامنا الأعظم الأكبر أبي حنيفة المقدم ونحن مقلدون له وكبار أصحابه ومن بعدهم من كبار أئمتنا كشمس الأئمة وأضرابه وما يبحثه المتأخرون من أهل القرن التاسع والعاشر من فضلاء المذهب (وأقول) بن حزم هذا من أهل مذهب داوود الظاهري الذي اندرس هو وأهله وهذا أعني ابن حزم كما قال ابن الأهدل والذهبي وابن خلكان كان كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد أحد يسلم من لسانه فنفرت عنه القلوب واستملك من فقهاء وقته قالوا على بغضه وردوا أقواله وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 » »»