أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٤١
العلم ومع ذلك نسب نفسه للإمامة ويوجب على الأمة الأخذ بقوله ولزوم مذهبه ويجيرهم على ذلك ويعتقد كفر من خالفهم ويستحل دمه وماله فهل يكون مخطئا في ذلك أم لا وهل لو فرض اجتماع شروط الاجتهاد في شخص وتمذهب بمذهب مستقل هل يجوز له أن يلزم الناس بالتزامه أم الأمر واسع في تقليد أهل العلم وهل زيارة قبر الرجل الصالح أو الصحابي أو النذر له أو الذبح عنده أو الدعاء أو التمسح به والأخذ من ترابه ونداء الرسول أو الصحابي للاستغاثة به يخرج فاعل ذلك عن الإسلام ويحل دمه مع أنه يخبر بأنه لم يقصد عبادة صاحب ذلك القبر ولم يعتقد قدرته على أمر توسل به فيه وإنما يريد التوسل به إلى الله تعالى لعلو رتبته عند ربه وهل الحلف بغير الله يخرجه عن الإسلام أم لا إلى آخر السؤال (الجواب) لا شبهة أن العلم إنما يدرك بالأخذ عن المشايخ فمن كان شيخه الكتاب فخطئه أكثر من صوابه ودعوى الاجتهاد اليوم في غاية من البعد وقد قال الإمام الرافعي والنووي وسبقهما الفخر الرازي الناس كالمجمعين اليوم على أنه لا مجتهد وهذا الإمام السيوطي مع سعة اطلاعه وباعه في العلوم وتفننه فيها بما لم يسبق إليه ادعى الاجتهاد النسبي لا الاستقلال كما قال بنفسه في بعض تأليفه ومع ذلك لم يسلم له وقد نافت مؤلفاته على الخمسمائة ودلت على علو كعبه في الكتاب والسنة ووسائلهما فدعوى الاجتهاد النسبي لمن لم يقرب من مثل السيوطي باطلة وإذا طرح الرجل المسؤول عنه مؤلفات أهل الشرع فليت شعري بماذا يتمسك فإنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحدا من الصحابة فإن كان عنده شئ من العلم فهو من مؤلفات أهل الشرع وحيث كانت على ضلال فمن أين وقع على الهدى فليبينه لنا فإن كتب الأئمة الأربعة ومقليدهم جل مأخذها من الكتاب والسنة فكيف أخذ هو ما يخالفها وهو كما نقل عنه لم يبلغ رتبة الاجتهاد وحكم مثله إذ رأى حديثا صحيحا ولم تسمح نفسه بمخالفته أن يفتش من أخذ به من المجتهدين فيقلده كما نبه عليه الإمام العمدة المحقق القدوة النووي في الروضة إذ الاستنباط من الكتاب والسنة لا يجوز إلا لمن بلغ رتبة الاجتهاد كما نصوا عليه فيجب على هذا الرجل الرجوع إلى الحق ورفض الدعوى الباطلة وأما تكفيره المسلمين فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 » »»