حسبي انتسابي للمذاهب كلها * أعني الأئمة أربعا بهم أهتدي اضحوا أئمتنا وعمدة ديننا * قد ضل من بعلومهم لا يقتدي واعلم أن الإمام أحمد بن حنبل هو آخر المذاهب اجتهادا وزمانا قال السيوطي وغيره من المؤرخين كان يحفظ ألف ألف حديث وثمانمائة ألف حديث ثم جاء بعده البخاري فقال احفظ سبعمائة ألف حديث ثم لا زالت تتناقص الأحاديث حتى وصلت في أيام السيوطي إلى مأتي ألف حديث وذكر أنه حفظها قال ولو وجدت أكثر من ذلك لحفظته والآن في جميع أقطار الدنيا لا يوجد من يحفظ ألف حديث بأسانيدها بل وخمسمائة حديث بأسانيدها فإذا كان كذلك وكان الإمام أحمد مع تأخره يحفظ هكذا فما بالك بالمتقدم من المذاهب حتى تعلم أن هؤلاء أقطاب مؤيدون من الله تعالى بالقوة الخارقة للعادة وأن هذا الزمان لقلة حفظ الحديث واطلاع أهل العلم عليه لا يمكن يتأتى لهم الاجتهاد الذي مادته العظمى من الحديث إذ هو المبين لكتاب الله قال تعالى لتبين للناس ما نزل إليهم فهذا الوجه من الأسباب المانعة لدعوى هؤلاء والفاطم لهم عن الوصول إلي هذه الرتبة إلا بطريق الادعاء الذي هو الافتراء وبما قررناه تبين افتراء الزيدي الرافضي الصنعاني حيث قال في قصيدة له شيطانية وأقبح من كل ابتداع سمعته * وإن كان للقلب الموفق للرشد مذاهب من رام الخلاف لبعضها * يعض بأنياب الأساود والأسد يصب عليه سوط ذم وغيبة * ويجفوه من قد كان يهواه عن عمد ويعزى إليه كل ما لا يقوله * لتنقيصه عند التهامي والنجد فأجابه في وقته علماء أجلاء نظما ونثرا فمنها نظم السيد ياسين البصري الطباطبى العلامة فقال أقول إن استقبحت يا ذا عماية * مذاهب قد صينت عن اللبس والجحد تلقت رضاء بالقبول مقالها * جماهر أهل العلم لم تحص بالعد فلا عزو يدري الفضل من كان أهله * قد تكره الجعلان أريحة الورد ومن شذ عن تلك المذاهب خارقا * لإجماع أهل العلم في الحلل والعقد فذلك عن النهج القويم مضلل * ومن قال منكور يقابل بالمرد
(٣١)