لا بالله تعالى إذ لو كان بالله لتساوى الحي والميت بل والجماد كما فر الحجر بثوب موسى عليه السلام فصار ينادي ثوبي يا حجر كما في البخاري ولا يؤمنون بكرامات الأولياء الصالحين وقد أجمع أهل السنة في كتب العقاد والفقه على الأيمان بها وأنها من واجبات الاعتقاد إذ الكرامة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد عبده الصالح وقد اتفق أهل الشريعة والحقيقة على أن المذاهب الأربعة المجتهدين بنوا مذاهبهم على ظاهر الشرع وباطنه قال الشعراني في الميزان (فصل) في بيان استحالة خروج شئ من أقوال المجتهدين عن الشريعة وذلك لأنهم بنوا قواعد مذاهبهم على الحقيقة التي هي أعلا مرتبتي الشريعة كما بنوها على ظاهر الشريعة على حد سواء وأنهم كانوا عالمين بالحقيقة خلاف ما يظنه بعض المقلدين فيهم فكيف يصح خروج شئ من أقوالهم عن الشريعة ومن نازعنا في ذلك فهو جاهل بمقام الأئمة فوالله كانوا علماء بالحقيقة والشريعة معا وأن في قدرة كل واحد منهم أن ينشر الأدلة الشرعية على مذهبه ومذهب غيره فلا يحتاج أحد بعده إلى النظر في أقوال مذهب آخر لكنهم رضي الله عنهم كانوا أهل إنصاف وأهل كشف فكانوا يعرفون أن الأمر يستقر في علم الله على عدة مذاهب مخصوصة لا على مذهب واحد فأبقى لمن بعده عدة مسائل عرف من طريق كشف الله له أنها تكون من جملة مذهب غيره فترك الأخذ بها من باب الإنصاف واتباع لما أطلعهم الله عليه من طريق كشفهم أنه مراد له تعالى لا من باب الإيثار بالقرب الشرعية والرغبة عن السنة كما اطلع الأولياء بقدرة الله على قسمة الأرزاق المحسوسة لكل إنسان فانظر يا أخي في أقوال أئمة المذاهب تجد أحدهم إن خفف في مسألة شدد في مسألة أخرى وبالعكس وسمعت سيدي عليا الخواص يقول إنما أيد أيمة المذاهب مذاهبهم بالمشي على قواعد الحقيقة مع الشريعة إعلاما لاتباعهم بأنهم كانوا علماء بالطريقين وكان يقول لا يصح خروج قول من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة أبدا عند أهل الكشف قاطبة وكيف يصح خروجهم عن الشريعة مع اطلاعهم على مواد أقوالهم من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومع الكشف الصحيح ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله
(٢٦)