أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٢١
أقصر عنها الأولون ثم قال وإذا كان بين الأئمة نزاع طويل في أن إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي وناهيك به هل هو من أصحاب الوجوه أم لا فما ظنك بغيره بل قال الأئمة في الإمام صاحب البحر يعني من الشافعية أنه لم يكن من أصحاب الوجوه هذا مع قوله لو ضاعت نصوص الشافعي لأمليتها من حفظي أو من صدري فإذا لم يتأهل هؤلاء الأكابر لمرتبة الاجتهاد المذهبي لا المطلق فكيف يسوغ لمن لا يفهم أكثر عباراتهم على وجهها أن يدعي ما هوا على من ذلك وهو الاجتهاد المطلق سبحانك هذا بهتان عظيم وفي الأنوار عن الإمام الرافعي قال ما ذكرناه سابقا عنه أنه لا مجتهد اليوم وقال بن أبي الدم عالم الأقطار الشامية بعد سرره شروط الاجتهاد المطلق هذه الشروط يعز وجودها في زمننا في شخص من العلماء بل لا يوجد في البسيطة اليوم مجتهد مطلق هذا مع تدوين العلماء كتب التفسير والسنن والأصول والفروع وقد ملؤ الأرض من مؤلفات صنفوها ومع هذا فلا يوجد في صقع من الأصقاع مجتهد مطلق بل ولا مجتهد في المذهب لإمام معتبر أقواله تعد وجوها مخرجة في مذهب إمامه وما ذاك إلا لأن الله أعجز الخلايق في هذا أعلا ما لعباده بتصرم الزمان وقرب الساعة وأن ذلك من أشراطها مع أن زمان ابن أبي الدم متقدم وقال شيخ الأصحاب القفال القنوي قسمان احمدهما من جميع شروط الاجتهاد وهذا لا يوجد والثاني من ينتحل مذهبا واحدا من الأئمة كالشافعي وعرف مذهبه وصار حاذقا فيه بحيث لا يشذ بشئ من أقواله وأصوله فإذا سئل عن حادثة عرف لصاحبه نصا أجابه عنها وإلا يجتهد على مذهبه ويخرجها على أصوله وهذا أعز من الكبريت الأحمر فإذا كان قول القفال مع جلالة قدره وكون تلامذته وعلمائه أصحاب وجوه في المذهب فكيف بعلماء عصرنا ومن جملة علمائه القاضي حسين والفوراني ووالد إمام الحرمين الجويني والصيدلاني والسبخي وغيرهم وبموتهم وموت أبي حامد انقطع الاجتهاد وتخريج الوجوه من مذهب الشافعي وإنما هم نقلة وحفظة وأما في هذا الزمان فقد خلت الدنيا منهم وشغر الزمان عنهم إلى هنا كلام ابن أبي الدم وقال شيخ الافتاء وفقيه العصر ورئيس التدريس في القرن التاسع شمس الدين الرملي والد صاحب
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»