من ثمانين لم يكونوا إلا نجديين. وأن المطالب التي رفعها أهالي القطيف إلى الملك سعود أثناء توليه العرش والتي كانت بسيطة جدا للغاية ومن حق أي إنسان أن يطالب بها ومن بينها تمثيل القطيف في مجلس الشورى لكيما يتسنى للقطيفيين أن يفهموا الحكومة إذا كانت تريد الاصلاح، مشاكل البلاد وما تحتاجه من إصلاح وطالبوا أيضا بمساواة القضاء الشيعي بالقضاء السني وفتح المدارس والسماح للبعثات بالسفر إلى الخارج وفتح المستشفيات ورفع الرقابة عن الكتب الخارجية والسماح بحرية الاعتقاد دينيا كان أو غيره.
أتعرف ماذا كان جواب الحكومة عليها؟ كان الصمت والصمت وحده وقد بقي وفد القطيف الذي انتخبه الشعب هناك ينتظر أياما طوالا في قصر الضيافة ليحظى بالجواب ولكن بدون جدوى.
فهل اقتنعت يا عزيزي الكاتب بأن القضية لم تكن قضية معينة بالذات وإنما هي قضية عامة لأن الاصلاح الذي ينشده الشعب السعودي بمختلف طبقاته وعناصره ومذاهبه يختلف كل الاختلاف مع مصالح الطبقة الحاكمة الاستغلالية.
ولو أنك سمعت بذلك التهديد الذي ألقاه في آذان وفد القطيف الأمير سعود ابن جلوى أظلم إنسان عرفته البشرية في قرنها العشرين. قال لهم: " إذا عدتم لها أي إذا عدتم للمطالبة بحقوقكم فسوف لا نبقي عليكم ولا نذر، وإنكم لا تثقون بالحكومة وإنكم مشاغبون " وقد قال مثل هذا لأعضاء لجنة ممثلي العمال السعوديين وقد قلنا سابقا إنهم لم يكونوا إلا سنيين.
والآن دعني أعالج مطالب أهالي القطيف الحيوية.. وليعلم القارئ بأنني من أبناء السنة ونجدي قح ولكن هاتوا يدكم الكريمة يا أبناء شعبي لأشد عليها بقوة ولنعمل سوية في سبيل تمتعنا نحن الشعب بكل أجناسه بخيرات أرض أجدادنا: إذا علمنا أن الحكومة السعودية حكومة ملكية ونحن نعرف أن الحكومات التي تشارك أمم العالم في مجالسها الدولية ومنظماتها العالمية وتتبادل التمثيل مع كافة الحكومات يجب أن تتبادل التمثيل وتتجاوب بالأحاسيس مع شعوبها بالدرجة الأولى، وإذا كانت الحكومات الملكية تكون عادة دستورية، وكل القوانين المتعارف عليها تقر (أن الشعب مصدر السلطات) وإذا علمنا أن الحكومة لا يمكن أن تكون مستقلة ومعترف بها دوليا بين الشعوب الحرة إلا إذا كان شعبها حرا ومستقلا في تصريف شؤونه واختيار طريقة الحكم التي يريدها.