الله عليه وسلم كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قحط استسقى بالعباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه ويقول اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فيسقون رواه البخاري من حديث أنس واستسقى به عام الرمادة فسقوا وفي ذلك يقول عباس بن عتبة بن أبي لهب بعمي سقى الله الحجاز وأهله * عشية يستسقى بشيبته عمر واستسقى حمزة بن القاسم الهاشمي ببغداد فقال اللهم إنا من ولد ذلك الرجل الذي استسقى بشيبته عمر بن الخطاب فسقوا فما زال يتوسل بهذه الوسيلة حتى سقوا وروى أنه لما استسقى عمر بالعباس وفرغ عمر من دعائه قال العباس اللهم أنه لم ينزل من السماء بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك صلى الله عليه وسلم وهذه أيدينا إليك بالذنوب وتواصينا بالتوبة وذكر دعاء فما تم كلامه حتى ارتجت السماء بمثل الجبال * وكذلك يجوز مثل هذا التوسل بسائر الصالحين وهذا شئ لا ينكره مسلم بل متدين بملة من الملل * فإن قيل لم توسل عمر بن الخطاب بالعباس ولم يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بقبره * قلنا ليس في توسله بالعباس إنكار للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالقبر وقد روى عن أبي الجوزاء قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ولعل توسل عمر بالعباس لأمرين (أحدهما) ليدعوا كما حكينا من دعائه (والثاني) أنه من جملة من يستسقى وينتفع بالسقيا وهو محتاج إليها بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة فإنه مستغن عنها فاجتمع في العباس الحاجة وقربه من
(١٤٣)