منذ طلع عمره تعود علي كرم الله وجهه أن يقتحم الضباب على الريب ليجلو الحقيقة، ويزيل الريبة. وهذا النهج في علاج الأمور وتقصي الحقيقة فيما وراء المظاهر سيعين على إقامة العدل في عهد عمر، حين يغدو علي صاحب الشورى في أمور الفقه والقضاء.
عن سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن (1).
مناقبه - رضي الله عنه:
تعداد مناقبه وخصائصه أكثر من أن يحاط بها. قال الإمام النووي - رحمه الله -: " أحوال علي رضي الله عنه - وفضائله في كل شئ مشهورة غير منحصرة ".
وقد اهتم العلماء بذكرها منذ القدم، فلخص الزمخشري شيئا منها فيما صنفه عن مناقب العشرة المبشرين بالجنة، وأفرد لها الإمام النسائي مصنفا خاصا سماه: (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه) وكذا ابن المغازلي في كتابه: (مناقب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه).. وغيرهم.
ويجدر بنا أن نذكر بعض ما ذكروه من تلك الخصائص على سبيل ضرب المثال أما الحصر فمحال.
المنقبة الأولى:
أنه أول من أسلم من الصبيان، وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: " أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي " (2).