ولزيد بن حارثة زوجها الأول قصة يحسن أن نشير إليها: " خرجت به أمه تزور أهله من طئ، فأخذه بعض المغيرين من بني القين بن جسر فباعوه وهو صبي، فاشتراه حكيم بن حزام وأخذته منه عمته خديجة، ثم وهبته لزوجها الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وكان أبوه شاعرا ومن أشراف قومه بني كلب فخرج مع عمه يبحثان عنه حتى لقياه في مكة وعرفا أن سيده هو الأمين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي صلى الله عليه وسلم فانطلقا إليه وقالا له: يا ابن عبد المطلب يا ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني وتطعمون الجائع، وقد جئناك في ابننا فتحسن إلينا في فدائه، فقال لهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: " أو غير ذلك؟؟... فقالا ما هو؟ فقال أدعوه وأخيره، فإن اختاركما فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا أختار على من اختارني أحدا، فوافقا على ذلك راضيين.
ودعي زيد فعرفهما وخيره محمد الأمين صلى الله عليه وسلم فاختار سيده محمد ا صلى الله عليه وسلم، فقال له أبوه: يا زيد أتختار العبودية على أبيك وأمك وبلدك وقومك!! فانظر كيف أنساه بر مولاه الأمين، وحسن معاملته أهله وعشيرته وبلاده!! وفضل العبودية على الحرية، ذلك أنه كان يرى في مولاه الأمين الأهل والعشيرة، والأب والأخ والقريب وما هو أجل من ذلك وأعظم.. عند ذلك أشهد مولا ه محمد الأمين صلى الله عليه وسلم الناس أنه أعتقه وتبناه، وأنه منذ اليوم صار ابنه وارثا موروثا، فأصبح ينادى بين الناس زيد بن محمد وجاء الإسلام فكان أول الموالي إسلاما (1).
وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمه حمزة - رضي الله عنه - وزوجه زينب ابنة عمته تكريما - رغم رفضها وفي هذا نزلت الآية الكريمة: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (2).