علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٢٠٢
وعاشت في كنف الرسول صلى الله عليه وسلم قريرة العين، وكان من شرفها نزول الوحي بالتوبة على أبي لبابة في بيتها (1).
وكان من يمن رأيها وإصابته أنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج يوم الحديبية دون أن يكلم أحدا حتى ينحر بدنه ويحلق شعره، وذلك حينما أمر الناس أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا، وتحقق ظنها حين فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ما أشارت به (2)، فقد سارعوا جميعا يحلق بعضهم لبعض حتى كاد يصيب بعضهم بعضا (3).
وقد صحبت النبي في خيبر وفتح مكة وفي غزوة هوازن وفي حجة الوداع، ويوم قامت الفتنة في أيام خلافة الإمام علي قدمت إليه ولدها عمر وعاشت حتى عام اثنين وستين حين توفيت رضي الله عنها وعمرها أربع وثمانون سنة (4).
رحم الله أم سلمة، وأعلى منزلتها في فراديس الجنان، وجعلنا وإياها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

(١) أخرج خبر أبي لبابة بطوله البيهقي في " دلائل النبوة " (٤ / ١٦ - ١٧) وهو في سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري (٣ / ٥٤) وترجمة أبي لبابة في " الإستيعاب " لابن عبد البر.
(٢) البخاري رقم (٢٧٣١) في (الشروط) باب (الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب) وفي (المغازي) باب (غزوة الحديبية) فتح الباري (٥ / ٢٣٩، ٧ / ٤٥٣) وأبو داود رقم (٢٧٦٥، ٢٧٦٦) في الجهاد باب (الصلح مع العدو) (3 / 194) وأحمد في المسند (4 / 323، 326، 328، 231).
(3) أي: يجرح بعضهم بعضا من السرعة.
(4) الإصابة (4 / 460).
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست