القرآن الكريم ذلك عنهم في كثير من الآيات ﴿أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون﴾ (١)، ولو استطاع فرعون أن يقتل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام لقتله، وما أكثر ما قتل المؤمنون في الأمم السابقة كما في قصة أهل القرية من سورة (يس)، وكما في قصة أصحاب الأخدود ﴿النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد﴾ (2).
وقد حكى النبي صلى الله عليه وسلم حال قوم فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه وما يصده ذلك عن دينه " (3) وهكذا الحياة صراع دائم بين حق وباطل، وبين إيمان وكفر ونفاق ليبلو الله الناس بعضهم ببعض فينظر كيف يفعلون.
وهناك بعض الروايات التي تذكر حادثة قتل الحسين رضي الله عنه بصورة مختلفة. والخلاصة من تلك الروايات جميعها:
إن أكثر الذين قاتلوا الحسين وعصابته من هؤلاء أو من السفهاء المخدوعين بهم من طلاب الدنيا، وقد استجاب عمر بن سعد لطلب الحسين رضي الله عنه وكتب إلى عبيد الله بن زياد فهم أن يسيره إلى يزيد، فقال شمر بن ذي الجوشن لابن زياد: لا، إلا أن ينزل على حكمك فأرسل إلى الحسين بذلك فقال: والله لا أفعل، وأبطأ عمر عن قتاله، وكان مع عمر قريب ثلاثين رجلا من أعيان الكوفة فقالوا له: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال فلا تقبلوا منها شيئا، فتحولوا مع الحسين