فالتوحيد أول الأمر وآخره أعنى توحيد الإلهية فان التوحيد يتضمن ثلاث أنواع أحدها الكلام في الصفات والثاني توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شئ والثالث توحيد الإلهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالى ان يعبد وحده لا شريك له أما الأول فان نفاة الصفات أدخلوا نفى الصفات في مسمى التوحيد كجهم بن صفوان ومن وافقه فإنهم قالوا اثبات الصفات يستلزم تعدد الواجب وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فان اثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وانما الذهن قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية التعطيل وهذا القول قد أفضى بقوم إلى القول بالحلول والاتحاد وهو أقبح من كفر النصارى فان النصارى خصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميع المخلوقات ومن فروع هذا التوحيد أن فرعون وقومه كاملوا الايمان عارفون بالله على الحقيقة ومن فروعه أن عباد الأصنام على الحق والصواب وأنهم انما عبدوا الله لا غيره ومن فروعه أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الام والأخت والأجنبية ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح والكل من عين واحدة لا بل هو العين الواحدة ومن فروعه أن الأنبياء ضيقوا على الناس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وأما الثاني وهو توحيد الربوبية كالاقرار بأنه خالق كل شئ
(٧٦)