شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٧١
أو نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة وكما يقوله كثير من المبتدعة من المتنسكة والمتصوفة انما نريد الاعمال بالعمل الحسن والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدعونه من الباطل الذي يسمونه حقائق وهى جهل وضلال وكما يقوله كثير من المتملكة والمتأثرة انما نريد الاحسان بالسياسة الحسنة والتوفيق بينها وبين الشريعة ونحو ذلك فكل من طلب أن يحكم في شئ من أمر الدين غير ما جاء به الرسول ويظن ان ذلك حسن وأن ذلك جمع بين ما جاء به الرسول وبين ما يخالفه فله نصيب من ذلك بل ما جاء به الرسول كاف كامل يدخل فيه كل حق وانما وقع التقصير من كثير من المنتسبين اليه فلم يعلم ما جاء به الرسول في كثير من الأمور الكلامية الاعتقادية ولا في كثير من الأحوال العبادية ولا في كثير من الامارة السياسية أو نسبوا إلى شريعة الرسول بظنهم وتقليدهم ما ليس منها وأخرجوا عنها كثيرا مما هو منها فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم وبسبب عدوان أولئك وجهلهم ونفاقهم كثر النفاق ودرس كثير من علم الرسالة بل انما يكون البحث التام والنظر القوى والاجتهاد الكامل فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلم ويعتقد ويعمل به ظاهرا وباطنا فيكون قد تلى حق تلاوته وأن لا يهمل منه شئ وان كان العبد عاجزا عن معرفة بعض ذلك أو العمل به فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول بل حسبه أن يسقط عنه اللوم لعجزه لكن عليه أن يفرح بقيام غيره به ويرضى بذلك ويود أن يكون قائما به وأن لا يؤمن ببعضه ويترك بعضه بل يؤمن بالكتاب كله وأن يصان عن أن يدخل فيه ما ليس منه من رواية أو رأى أو يتبع ما ليس من عند الله اعتقادا أو عملا كما قال تعالى * (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) *
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»