شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٧٢
البقرة 42 وهذه كانت طريقة السابقين الأولين وهى طريقة التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة وأولهم السلف القديم من التابعين الأولين ثم من بعدهم ومن هؤلاء أئمة الدين المشهود لهم عند الأمة الوسط بالإمامة فعن أبي يوسف رحمه الله تعالى أنه قال لبشر المريسي العلم بالكلام هو الجهل والجهل بالكلام هو العلم وإذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل زنديق أو رمى بالزندقة أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته فإن ذلك علم نافع أو أراد به الاعراض عنه أو ترك الالتفات إلى اعتباره فان ذلك يصون علم الرجل وعقله فيكون علما بهذا الاعتبار والله أعلم وعنه أيضا أنه قال من طلب العلم بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيميا أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام وقال أيضا رحمه الله تعالى شعرا * كل العلوم سوى القرآن مشغلة * الا الحديث والا الفقه في الدين * العلم ما كان فيه قال حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين *
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»