شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٦٥
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم إذ شرف العلم بشرف المعلوم وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين الفقه الأكبر وحاجة العباد اليه فوق كل حاجة وضرورتهم اليه فوق كل ضرورة لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة الا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها اليه دون غيره من سائر خلقه ومن المحال ان تستقل العقول بمعرفة ذلك وادراكه على التفصيل فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين واليه داعين ولم أجابهم مبشرين ولمن خالفهم منذرين وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان أحدهما تعريف الطريق الموصل اليه وهى شريعته المتضمنة لأمره ونهيه
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»