شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٧٤
الشارحين قد أصغى إلى أهل الكلام المذموم واستمد منهم وتكلم بعباراتهم والسلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر والجسم والعرض ونحو ذلك لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة كالاصطلاح على ألفاظ العلوم الصحيحة ولا كرهوا أيضا الدلالة على الحق والمحاجة لأهل الباطل بل كرهوه لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق ومن ذلك مخالفتها الكتاب والسنة ولهذا لا تجد عند أهلها من اليقين والمعرفة ما عند عوام المؤمنين فضلا عن علمائهم ولاشتمال مقدماتهم على الحق والباطل كثر المراء والجدال وانتشر القيل والقال وتولد لهم عنها من الأقوال المخالفة للشرع الصحيح والعقل الصريح ما يضيق عنه المجال وسيأتي لذلك زيادة بيان عند قوله فمن رام علم ما حظر عنه علمه وقد أحببت أن أشرحها سالكا طريق السلف في عباراتهم وأنسج على منوالهم متطفلا عليهم لعلي أن أنظم في سلكهم وأدخل في عدادهم وأحشر في زمرتهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا النساء 69 ولما رأيت النفوس مائلة إلى الاختصار آثرته على التطويل والاسهاب * (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) * هود 88 وهو حسبنا ونعم الوكيل قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له ش اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل قال تعالى * (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) * الأعراف 59
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»