شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٨٢
النافي للمجاز في قوله * (وكلم الله موسى تكليما) * فماذا بعد الحق إلا الضلال ولقد قال بعضهم لأبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة أريد أن تقرأ كلم الله موسى بنصب اسم الله ليكون موسى هو المتكلم لا الله فقال أبو عمرو هب أني قرأت هذه الآية كذا فكيف تصنع بقوله تعالى * (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) * فبهت المعتزلي وكم في الكتاب والسنة من دليل على تكليم الله تعالى لأهل الجنة وغيرهم قال تعالى * (سلام قولا من رب رحيم) * فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا أبصارهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة وهو قول الله تعالى * (سلام قولا من رب رحيم) * فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون اليه حتى يحتجب عنهم وتبقى بركته ونوره رواه ابن ماجة وغيره ففي
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»