وقال صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي قصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة أخرجاه في الصحيحين وقال صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار رواه مسلم وكونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الناس كافة معلوم من دين الاسلام بالضرورة وأما قول بعض النصارى إنه رسول إلى العرب خاصة فظاهر البطلان فإنهم لما صدقوا بالرسالة لزمهم تصديقه في كل ما يخبر به وقد قال إنه رسول الله إلى الناس عامة والرسول لا يكذب فلزم تصديقه حتما فقد أرسل رسله وبعث كتبه في أقطار الأرض إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس وسائر ملوك الأطراف يدعو إلى الاسلام وقوله وكافة الورى في جر كافة نظر فإنهم قالوا لم تستعمل كافة في كلام العرب الا حالا واختلفوا في اعرابها في قوله تعالى * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) * على ثلاثة أقوال أحدها أنها حال من الكاف في أرسلناك وهي اسم فاعل والتاء فيها للمبالغة أي إلا كافا للناس عن الباطل وقيل هي مصدر كف فهي بمعنى
(١٧٨)