شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٧٧
ش أما كونه مبعوثا إلى عامة الجن فقال تعالى حكاية عن قول الجن * (يا قومنا أجيبوا داعي الله) * وكذا سورة الجن تدل على أنه أرسل إليهم أيضا قال مقاتل لم يبعث الله رسولا إلى الإنس والجن قبله وهذا قول بعيد فقد قال تعالى * (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) * الآية والرسل من الانس فقط وليس من الجن رسول كذا قال مجاهد وغيره من السلف والخلق وقال ابن عباس رضي الله عنهما الرسل من بني آدم ومن الجن نذر وظاهر قوله تعالى حكاية عن الجن * (إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى) * الآية تدل على أن موسى مرسل إليهم أيضا والله أعلم وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم أنه زعم أن في الجن رسلا واحتج بهذه الآية الكريمة وفي الاستدلال بها على ذلك نظر لأنها محتملة وليست بصريحة وهي والله أعلم كقوله * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * والمراد من أحدهما وأما كونه مبعوثا إلى كافة الورى فقد قال * (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) * وقد قال تعالى * (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) * وقال تعالى * (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) * أي وأنذر من بلغه وقال تعالى * (وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا) * وقال تعالى * (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) * الآية وقال تعالى * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) * وقد قال تعالى * (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ) *
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»